الزواج في أحواله الثلاث

الزواج في أحواله الثلاث

1- تقوم الحياة الزوجية على:
(1) المودة والمرحمة.
(2) على الاحترام والثقة. هذه أركانها الرئيسية، ولا ضير إن فُقد الحب أو ضاع في زحمة الواجبات والمسؤوليات، فالحب ليس من العناصر الأساسية، وتستمر الحياة من دونه بطريقة جيدة (وإن كان وجوده أحلى وأفضل وأكمل للرجل وللمرأة)

2- ويقوي الزواج وجود حب من أحد الأطراف (مع المودة والمرحمة)، ويكفي أن يكون الحب من طرف واحد لكي يزيد العلاقة الزوجية ثباتا واستقرارا

وتكون الحياة الزوجية أقوى وأمتن إذا جاء الحب من طرف الزوج (ولو لم يوجد من طرف الزوجة ما يماثله)؛ فالمرأة بحكم عاطفتها تتقبل الزوج الذي يحبها وترضى به، وتحافظ على حياتها معه، ولو كان قلبها خالياً من حبه، وتعوض نقصها بشغل نفسها بأولادها. وأما إن كان الحب من طرف الزوجة وحدها (وكان قلب الزوج فارغاً من حبها)، فإن حبها له لا يكفي، وقد لا يحمي حياتهما من زواج آخر، أو من بعض الصعوبات (لاختلاف متطلبات الرجل عن المرأة).

3- على أن الحياة الزوجية تستحيل تماماً "إذا نفر أحد الطرفين من الآخر"، وخالطت مشاعره ما يشبه الكراهية، حتى لم يعد يطيق صبراً على المعاشرة واللقاء، ولم يجد ما يجذبه لقرينه أو يجعله -على الأقل- يتناسى أغلاطه ونقائصه... وهذه مصيبة لا حل لها إلا بالفراق

وقد يكون للنفور أسباب عملية واقعية، على أن القلوب بين يدي الله يقلبها كيف يشاء، وقد لا يكون للنفور هذا أي سبب منطقي، وهذا ما عاينت ورأيت من مشكلات الناس: فالنفور ليس بتقصير من طرف الزوجة (إذا كان النفور منها) ولا بسوء من الزوج (إذا كان النفور من طرف الزوجة)، ولست مع الذين يلومون ويقولون للزوجة تزيني وتحببي إلى زوجك، فإن الزوجة إذا خرجت من قلبه قد لا تعود أبداً ولو كانت خير امرأة (والعكس صحيح)، ومن هنا شرع الله الطلاق، وهو أبغض الحلال